تقول أمي: 'في كل مرةٍ تشاهدُ فيها خبرًا مُفجعًا، ابحث عن المُعينين، ستجدهم دائمًا' - فريد روجرز
في خضم عالم مليء بالأحداث، قد يتعرض أطفالنا لأخبار مؤلمة ومفجعة. ورغم حرصنا على حمايتهم، قد تصل إليهم هذه الأخبار بطريقة أو بأخرى، عبر وسائل الإعلام أو أحاديث الكبار أو حتى من أقرانهم. مما قد يثير لديهم مشاعر مختلطة من الحيرة والقلق.
عند مناقشة هذه الأحداث مع أطفالنا، علينا أن نتحلى بالحساسية والعناية اللازمتين. هكذا نساعدهم على استيعاب مشاعرهم وفهم الموقف بشكل أوضح. عندما نُحادثهم بلطف، فإننا نمنحهم فرصة للتعبير عن مخاوفهم ونؤكد لهم أننا نستمع إليهم وندعمهم.
لنبدأ بسؤال أطفالنا عما سمعوه عن الحدث، وكيف يشعرون تجاهه. هذا يمنحهم فرصة للتعبير عن أفكارهم وعواطفهم بحرية، ويُمكّننا من تصحيح أي معلومات خاطئة لديهم. هذا الحوار المفتوح يخلق بيئة آمنة تُشعر الطفل بالطمأنينة والدعم العاطفي.
من المهم أن تكون المعلومات التي نُقدّمها مُتوافقة مع مستوى فهم الطفل. لنستخدم أسلوبًا بسيطًا يشرح الحدث دون الخوض في تفاصيل قد تُزعجهم. أما بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، يجب أن نجعل المحادثة قصيرة ومُركّزة على مشاعرهم أكثر من الحدث نفسه، مما يُساعدهم على استيعاب الأمور دون خوف أو ارتباك.
خلال هذه المحادثات، من الضروري أن نُظهر للأطفال أن مشاعرهم مقبولة. لنُخبرهم أنه من الطبيعي أن يشعروا بالخوف أو الحزن أو الارتباك. عندما نُقر بمشاعرهم، فإننا نُساعدهم على فهمها والتعامل معها، مما يُعزّز لديهم الشعور بالأمان والاستقرار.
يجب أن نُطمئن الأطفال بأن هناك العديد من الأشخاص الذين يعملون بجد للحفاظ على سلامة الجميع. ونُوضّح لهم أن المآسي قد تحدث، ولكن هناك دائمًا من يسعى للحماية والمساعدة. لنتحدث معهم عن طرق التكيُّف، مثل مُمارسة الأنشطة المُريحة للنفس أو التحدث إلى شخص بالغ موثوق به، كل هذا سيساعدعم على إدارة مشاعرهم وبناء قدرتهم على التحمُّل.
لابد أن نستخدم مصادر موثوقة عند التحدث مع الأطفال حول المآسي. هناك العديد من المنظمات التي تُقدّم مواد ارشادية ونصائح مُناسبة للأطفال. ومن الجدير بالذكر أن الاستفادة من هذه المصادر تضمن حصول الآباء والمعلمين على إرشادات صحيحة تُساعدهم في توجيه الحوار بطريقة مدروسة وداعمة.
يجب ألا نجعل الحديث عن المآسي محصور في جلسة واحدة فقط، بل لنُشجّع الأطفال على طرح أسئلتهم كلما احتاجوا لذلك. لنتابع معهم بانتظام لمعرفة كيف يشعرون، ولنكن مُتاحين لهم دائمًا للاستماع. استمرار هذا الحوار يمنح الأطفال مساحة آمنة لمُعالجة مشاعرهم، ويُعزّز لديهم الشعور بالدعم المُستمر.
من خلال هذه الاستراتيجيات، يستطيع الآباء والمعلمون مُساعدة طلاب المرحلة الابتدائية على فهم مشاعرهم والتعامل معها بطريقة بناءة وداعمة خلال الأحداث المُؤلمة.
عندما واجهتم المواقف الصعبة، وما الذي ساعدكم على التكيُّف؟ هل لديكم أفكار لمساعدة الأطفال على التعامل مع الأخبار السيئة؟ انضموا إلى النقاش وشاركونا آراءكم في التعليقات أدناه!
للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، يمكنكم زيارة: